بيت على قمة الذوق .. ولكن !

بنظرة واقعية و حالمة في الوقت ذاته تستقبلنا الزهور بروائحها الخلابة التي نشعر بها حتى من خلال ابصارنا لها في الصور، و المنزل بطلائه الأبيض البراق ياخذنا لبعد آخر من الصفاء و النقاء، الخضرة في الأركان و امتزاجها مع التصميم المائل للسقف يعكس شيئاً من أحلامنا البريئة الطفولية حينما يجيء أحدهم ويسألنا ما هو منزل أحلامكم في المستقبل ، فتكون الإجابة كما في تلك الصورة تماماً

إن فكرة الصعود لأعلى للوصول للمنزل على هضبة أو مرتفع أمر رائع مثلما ذكرنا فكرة النجوم في مقدمتنا، و لكن هناك بعض المتغيرات في هذا المنزل يجعلنا للقفز نحو داخله بعد امتلاء أعيننا بصفاء خارجه و بريقه، لون جدرانه من لون السحاب و حتى واجهته غايرة في المرتفع قليلاً للمزيد من احساس الدفء و الغموض و قليل من التشويق ، و لكن يظهر بوضوح وجود المرأب في المقدمة و هي فكرة جيدة خصوصاً قربها من الطريق ال1ي ستدخل منه السيارة، و هو تصرف جيد لأن بعض المهندسين المعماريين يصممون المرأب في الخلف أو الفناء المجاور و هو ما يتلف الحديقة  الأمامية ، لذا يفضل أن يكون المرأب هو أول ما يمكن أن تصل اليه السيارة في حرم المنزل

مع الاقتراب أكثر الأمور تكون أكثر واقعية ، فهناك ملحقاً أكثر فخامة و علواً و ارتفاعاً من الملحق الخارجي بالمنزل الذي يستقبلنا من الطريق العام نحوه، نلاحظ امتداد اللون الأبيض في كافة المجسمات المعمارية ، كما يمكننا أن نلاحظ كذلك بياض الثلج  في درجات السلم المؤدي للبيت ، و انتشار الزروع و النباتات كذلك يؤكد سيطرة الطبيعة على تصميمنا اليوم

شيق جداً أن نلاحظ بعض التصميمات الشبيهة بالفن الزخرفي الإسلامي العربي في تلك التصميمات الاوروبية الحداثية، ربما اقتباس يكون جيداً إذا ما تأكدنا من استخدام السلم بطريقة صماء ليس فيها نقوش، درجات السلم غاية في الحدة و الاستقامة لذا كانت النقوش في الحائط الخشبي المزخرف أمر محبب

كما ذكرنا من قبل فإن الإضاءة لها عامل كبير في الليل، و لكن في هذا التصميم تتألق وسائل الإضاءة  نهاراً ، فربما وعينا إلى النجف الساقط أعلى المائدة الرئيسية في مواجهة النافذة الكبيرة المطلة على الخارج، و استخدام النبات في الداخل وجد تطابقاً فنبياً مع الرؤية الخارجية

إنني أقع في عشق خاص مع التفاصيل الصغيرة الغير مرئية بشكل جيد في النقد الفني للمنازل، و هي المقابض، تلك المقابض الفضية بحجمها الكبير تعطي انطباع للأبواب لا يعوض بأنك ستدخل غرفة مهيبة بها من الذوق ما بها، و لكن استخدام المقابض الفضية مع انعكاس الطلاء الأبيض المؤثر في البيت بأكمله يعطي انطباع رائع بوحدة ديكورية مدروسة .. إذا كنت من عشاق الأبواب و تصميمها فإليك كتاب الأفكار هذا

للوهلة الأولى أعتقدت أنني داخل على غرفة خاطئة و لكن بالتدقيق وجدت شيئاً رائعاً في الصنبور و الحوض دفعني للتأكد من أن هذا المطبخ ليس كالمعتاد، التلفاز في المطبخ أمر محبب جداً لمن يعشقون الطعام مثلي، فهو يسلي لدرجة كبيرة أثناء تناول الطعام و خصوصاً في جماعات، و يساعد على فتح الموضوعات بعد سكوت موضوعاتنا، الخزانات و أدراج الأطباق و معدات المطبخ لها مقابض رائعة من اللون الفضي أيضاً كما بالخارج في الغرف الرئيسية ، و كذلك لون الصنبور و الحوض مقارب جداً للفضي، هذا المصمم كلاسيكي بالدرجة الأولى

الحمام قصة رائعة من تناغم الأضواء مع الدهان الرملي الرائع، الضوء المستخدم هو اللون الأصفر لون نلاحظ، و هو مندمج تماماً مع لون الجدران، و كذلك البانيو و حوافه من ذات الدرجات اللونية

تبرز في هذا المنزل استخدامات الأضواء بطرق مبتكرة و فنية في الوقت ذاته، فموقع تلك الدائرة من منتصف الطريق الرئيسي للبيت يدعو للتأمل، هل هدف المصمم منه جمالي فقط، أم وظيفي، أقرب إلى شعوري أنه استخدام جمالي ، لأن الضوء الخارج من هذا المصباح ضعيف للغاية لا يؤدي الدور العملي للمصباح من الأصل..

من وجهة نظر نقدية فإن المنزل هذا به عيب واحد فقط بارز لدرجة رهيبة، و هو المساحة الكبيرة للغاية بالمقارنة بكمية المفروشات و الأثاث، نلاحظ في هذا الدور فراغه تماماً حتى من أي زهرة صناعية، لا يوجد في هذا الدور العلوي في بدايته اي لمسات جمالية لذا يؤخذ على المصمم هذا و تعتبر نقطة سلبية عليه

الفكرة ذاتها متكررة في الجدران، لا يوجد لمسة فنية في الجدران سوى وحدة الدهان الأبيض تقريباً في كل المنزل، الاشكال السداسية في ذلك الجدار اضاعة الضوء القوي المسلط على جانب واحد فقط من الجدار، و هي نقطة سلبية أخرى تحسب على المصمم .. و لكنه في المجمل تفوق في أشياء و اخفق و أشياء أخرى ربما نجده تسرع في انهاء تصميمها بهذا الشكل الذي ربما أن يكون أجمل بعض الشيء لو تمهل في التنفيذ…

 لو كان لكم آراء نقدية أيضاً يرجى مشاركتنا اياها في التعليقات